كشفت كأس القارات 2009 المقامة حالياً ومن خلال مشجعي كرة القدم في جنوب أفريقيا عن العديد من النزعات المنمقة والمذهلة في هذا البلد الذي يتحضر لإستضافة نهائيات كأس العالم العام المقبل.
وفي الوقت الذي تسببت بعض هذه الظواهر في ردود فعل مختلفة من الجمهور العالمي حصدت ماكارابا شعبية من كافة بقاع العالم.
و الماكارابا هي خوذة منمقة مزخرفة يدوياً يرتديها بفخر معظم جماهير كرة القدم في جنوب أفريقيا.
وما بدا من الوهلة الأولى صفا من الأشخاص يرتدون خوذة مرتفعة ومضحكة مع ملحقات على الجانبين في القسم العلوي تبين في النهاية أنه زي تقليدي في كرة القدم الجنوب أفريقية.
أًطلقت كلمة ماكارابا في بادىء الأمر على العاملين المهاجرين منذ عدة عقود، وفي الستينات أقام العديد من هؤلاء العاملين في تاونشيبس.
ومع وجود عدد من مشجعي كرة القدم بين هؤلاء الوافدين الجدد، وفي منطقة كانت أصلاً شاهدة على الخصومة الكروية بين المشجعين يقول البعض أنه تم إختراع ماكارابا ليتمكن المشجعون من ارتداء ألوان فرقهم وأن يكونوا متمايزين في المدرجات.
وعلّق فيكو موليبو، أحد مشجعي نادي موروكا سوالوز الذي يعتبر من أقدم الفرق في البلاد والذي كان من الكبار في الثمانينات على موضوع ماكارابا "كرة القدم عندنا كانت دائماً تتمحور حول الإستمتاع وحول منح الجمهور الفرحة. ماكارابا هي أحد الأشياء التي يتحمس لها المشجعون عندما يشاهدونها. إنها فريدة من نوعها وهي شيء يإمكاننا أن نطلق عليه بكل فخر: جنوب أفريقي."
ورغم أن أحدا لا يعلم فعلا من أين انطلقت ماكارابا فإن هذا المشجع الذي ترعرع في مجتمع مهووس بكرة القدم في موليبو، من المتحمسين جدا لهذه النزعة. وهناك العديد من الأسباب التي تقف خلف السبب الذي يدفع المشجع الجنوب أفريقي لارتداء هذه الخوذة فهي تكريم فردي للاعب المفضل أو الفريق المفضل.
قال صدام ماكي، أحد أكثر المشجعين الجنوب أفريقيين شهرة "لأن جمهورنا يستمتع بالتعبير عن نفسه من خلال الفن، صمموا ماكارابا لأنه لا يوجد أي حدود في عملية اختراعها وبإمكانك أن تكتب أو ترسم أي شيء عليها. ويستخدمها البعض لكي يبعث برسالة ما فيما يلجأ إليها بعض الفرق كأساس للتواصل مع اللاعبين. أنها وسيلة تواصل لا كلامية ويفهمها معظم اللاعبين في جنوب أفريقيا"
ويعتبر إستخدام هذه الخوذة رائجاً في المباريات الكبرى مثل مواجهة الدربي بين الغريمين التقليديين كايزر تشيفس وأورلاندو بايريتس ويشير البعض الى أن إستعمال هذه الخوذة ظهر لأول مرة في السبعينات.
ويعتمر براندن موكوني الذي يعتبر من المشجعين المتعصبين لفريق بلومفونتين سلتيك رغم إقامته في سويتو، ماكارابا منذ فترة "أول ماكارابا كانت لدي صنعتها بيدي. ولكن في أيامنا هذه بإمكانك أن تشتري واحدة بسهولة من الشارع. إنها جزء من تاريخنا وهي شيء بإمكاننا أن نكون فخورين به. أعتقد أن عدد من الدول الأخرى ستتبنى ماكارابا في 2010 لأنه وبحسب ما رأيت الجميع معجب بها كثيراً"