أكد وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك بعد اجتماع الأحد مع الرئيس المصري حسني مبارك ان المباحثات تناولت جهود احياء عملية السلام والأوضاع في إيران ومبادلة الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط بسجناء فلسطينيين.
وقال باراك للصحفيين إن "المباحثات تناولت مجموعة واسعة من القضايا والتطورات الجارية في منطقة الشرق الاوسط" التي قال انها "تواجه في هذه المرحلة مجموعة من التحديات يمثلها حزب الله وحماس و"الارهاب المتطرف" والملف النووي الايراني- على حد تعبيره.
غير ان الوزير الإسرائيلي أعرب عن اعتقاده بأن المنطقة "أمامها في الوقت ذاته فرصة مهمة للغاية وهي مباردات السلام الإقليمية التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك اوباما".
واعتبر أن "هناك فرصة فريدة حقيقية بالنسبة لعملية السلام نتيجة مصالح مشتركة لدول المنطقة تتمثل في مكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة ومواجهة الطموحات النووية لايران".
وأضاف "أن هذه المصالح تجمع بين الدول المعتدلة في المنطقة".
واستطرد قائلا ان "الادارة الامريكية معنية بتحقيق هذه المصالح وتتدخل بكل ثقلها لتحقيق ذلك" مشددا على انه "يجب أن يتم في الاتفاق النهائي للتسوية احترام طبيعة اسرائيل كدولة للشعب اليهودي".
موضوع الاستيطان وكرر باراك موقف حكومته من دعوة الادارة الامريكية الى وقف الاستيطان مؤكدا ان "لدينا تحفظات" بهذا الشأن، ولكن "مثل هذه الامور يمكن وضعها في قالب لا يعوق عملية السلام".
وأوضح باراك أنه تم تخصيص "بعض الوقت" خلال المحادثات مع مبارك "من أجل مناقشة التطورات الجارية على الساحة الإيرانية بعد الانتخابات الرئاسية".
وقال إن "الأحداث الجارية تعكس مدى التوتر الذي يطفو على السطح في الساحة الإيرانية" ولكن "من السابق لأوانه الحكم على مجريات الأمور فى طهران غير أن ما يحدث هناك يدل على أن الشعب الإيرانى أصبح على استعداد للخروج للتعبير عن آرائه. واشار الى انه تم الطرق كذلك الى "الاحتمالات الناجمة عن مواصلة ايران جهودها من اجل البزوغ كقوة نووية في المنطقة والظهور كقوة اقليمية مهيمنة" معتبرا ان هذه المساعي "تمثل تحديا لدول المنطقة والعالم".
ملف لبنان وتابع باراك انه تم كذلك تناول "الأوضاع في لبنان بعد الانتخابات الاخيرة والاوضاع في غزة" اضافة الى قضية الجندي "جلعاد شاليط وجهود الافراج عنه".
غير ان الوزير الاسرائيلي رفض الافصاح عن اي تفاصيل بشأن المحادثات المتعلقة بشاليط، وقال ان هذه القضايا يجب ان تناقش "في سرية بعيدا عن الاعلام".
ويقوم رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان منذ عدة اشهر بوساطة للافراج عن شاليط المحتجز لدى عدة منظمات فلسطينية مسلحة من بينها حماس منذ ثلاث سنوات مقابل اطلاق سراح عدة مئات من السجناء الفلسطينيين في اسرائيل.
وشارك اللواء سليمان في جلسة المباحثات بين مبارك وباراك كما حضرها من الجانب المصري وزيرا الخارجية احمد ابو الغيط والدفاع محمد حسين طنطاوي.
وحضر الاجتماع من الجانب الاسرائيلي ايثان دانجوت سكرتير وزيرالدفاع والمستشار السياسي لوزارة الدفاع المسؤول عن المفاوضات مع الوسيط المصري بشان تبادل الأسرى.
وكان الرئيس المصري اعتبر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "يجهض فرص السلام" بعد الخطاب الذي اعلن خلاله الاحد الماضي موافقته على قيام دولة فلسطينية معتبر بشروط اعتبرها الفلسطينيون غير مقبولة.
الا ان مبارك عاد واكد في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية الجمعة ان "السلام في متناول اليد" بسبب الجهود التي تقوم بها ادارة باراك أوباما.