ميزان ايطاليا أمام مصر

اختلفت طموحات المصريين وتباينت بعد 90 دقيقة مجنونة أمام البرازيل فقبل المباراة لم يبغى احد شئ من كأس القارات وبعد المباراة بدأت حسابات المصريين عن كيفية الصعود للدور قبل النهائي على حساب ايطاليا ثم أمريكا .

واليوم يواجه الفراعنة أبطال العالم وكالعادة للأسف الشديد يقوم الجميع بالتحليل وفق الأمور النفسية والظروف المحيطة ولا احد يتطرق لطرق اللعب وكيفية أدارة المواجهة .

فاليوم يواجه حسن شحاتة مدرب مخضرم عكس البرازيلي دونجا فمارشيلو ليبى حامل كأس العامل الأخيرة من أفضل المدربين في العالم ويملك من الحنكة واللاعبين ما يؤهله لتحقيق أهدافه عكس دونجا قليل الخبرة .

ولنلقى نظرة علي طريقة لعب المنتخب الايطالي أمام أمريكا لنقف على نقاط القوة والضعف وكيفية مواجهتها.

ليبى واجه أمريكا بطريقة 4/3/3 وكان يعدلها أثناء المباراة إلى 4/4/2 وذلك عن طريق قدرة كامورنيزى للعب كجناح أو الانضمام لثلاثي وسط الملعب وظهرت نقاط قوة وبعض العيوب في المنتخب الايطالي في هذا اللقاء نسردها فيما يلي.

نقاط القوة:

- يتميز الازورى بقوة الدفاع بغض النظر عن عناصره لان احد سمات الفريق الايطالي هي التنظيم الدفاعي والتحرك الواعي لعناصر الخط الخلفي ويتميز مدافعي الأطراف جروسو وزامبروتا بالمساندة الهجومية الدائمة من الأجنحة.

- وسط ايطاليا هو أقوى خطوط الفريق على الإطلاق يتميز أفراد هذا الخط بالخبرة الكبيرة والقدرة على الضغط على الخصم في كل مكان وعدم أعطائه الفرصة للعب بيسر في منطقة المناورات يتكون الوسط الايطالي من بيرلو وجاتوزو ثنائي الميلان بالإضافة إلى نجم روما دى روسي وهذا الثلاثي لديهم القدرات الدفاعية المتزايدة في وسط الملعب وقادرين على غلق الملعب بالمجهود البدني الضخم للثنائي جاتوزو ودى روسى والتمركز السليم دائماً لبيرلو ويلعب كامورنيزى لاعب اليوفنتوس على احد الأطراف مكملاً رباعي الوسط وقد يدفع ليبى بروسى لاعب فياريال بعد تألقه في مباراة أمريكا وتسجيله لهدف لزيادة النزعة الهجومية في الطريقة الايطالية.

أهم ميزات خط الوسط الهجومية هي منصات التسديد المتحركة خاصة دى روسي وبيرلو وعلى لاعبوا المنتخب المصري خاصة محمد شوقي وحسنى عبد ربه عدم إعطاء مساحات أمام خط الدفاع المصري للتسديد، اى وضع ستارة تخفى مرمى الحضري عن أعين لاعبي خط الوسط الايطالي الذين أطلقوا 21 تسديدة في مباراة أمريكا وهو رقم ليس بالقليل في مباريات كرة القدم.

- مهاجمي ايطاليا من النوع التلقائي اى من نطلق عليهم هدافين بالفطرة سواء لوكا تونى أو جيلاردينيو وكلاهما لا يبتكر وإنما دائماً قادرين على التسجيل من اى وضعية وفى اى توقيت والاختلاف الوحيد يكون في ياكوينتا لأنه يتميز بسرعة الحركة والقدرة على التنوع في الأداء والمناورة من خارج منطقة الخطورة ثم الاختراق بالكرة وبدون كرة على عكس الثنائي السابق أصحاب اللعب الصريح. من أهم مميزات الهجوم الايطالي إجادة ضربات الرأس وهى للأسف أسوء عيوب الدفاع المصري وظهر ذلك جلياً في مباراة البرازيل وفشل الثلاثي سعيد واوكا وجمعة مع الحارس عصام الحضري في التعامل مع الكرات العرضية.

عيوب المنتخب الايطالي

* خط الدفاع : ثنائي القلب يتميز بالبطء حتى عودة كانافارو لدفاع ايطاليا في هذه المباراة أراه في صالح المنتخب المصري فمن يتابع اللاعب في الليجا الاسبانية يعرف أن قدراته تراجعت بشكل كبير وأصبح بطئ الحركة عن كانافارو وحش كأس العالم 2006، والثنائي كيلينى وليجروتالى اى كان من سيلعب منهما بجوار القائد كانافارو فهما ايضاً لديهم مشكلة البطء الحركي وبالتالي فاستغلال سرعة محمد زيدان واحمد عيد عبد الملك تسمح للمصريين بخلق مسحات للوصول لشباك العملاق بوفون شرط التمرير المحكم والسريع من لاعبي وسط الملعب. ونفس الأمر ينطبق على التحرك الدائم للأمام لجروسو يساراً وزامبروتا يميناً فلابد من استغلال المساحات خلف هذا الثنائي مثلما حدث مع كليبر والفيش في مباراة البرازيل وان كان الثنائي البرازيلي لم يجد معاونة من لاعبي الوسط إلا أن جاتوزو ودى روسى يؤديان هذا الدور بشكل أفضل مع المنتخب الايطالي ولكن يظل عامل السرعة في التمرير هو الفيصل في استغلال المساحات خلف ظهيري الجنب جروسو وزامبروتا، وابوتريكة تحديداً قادر على التواجد في هذه المناطق لاستثمارها بشكل جيد.

* وسط ايطاليا يتفوق في ممارسة الضغط على الخصم ولكنه ينكشف في اللعب تحت الضغط ولكي تضع وسط ايطاليا في حالة دفاعية لابد من التمرير السريع من لمسة واحدة ويتوجب على محمد شوقي تحديداً اللعب للأمام والاستغناء عن التمرير العرضي الذي يواصله في كل مباراة ولا مكان لأحمد حسن من بداية اللقاء لأنه دائم الاحتفاظ بالكرة خاصة في وجود جاتوزو الذي لا يسمح لأحد بالسير لأمتار والكرة بين أقدامه مثلما يريد احمد حسن أن يفعل دائماً ، فإما البدء بأحمد عيد ليتواجد بجوار ابوتريكة خلف زيدان أو البدء برأس حربة صريح مثل احمد عبد الغنى وخلفه زيدان وابوتريكة ليبقى عيد عبد الملك ورقة رابحة على دكه البدلاء وهذا الخيار يعطى لمنتخب مصر أفضلية في تمركز اثنان من لاعبي الوسط لرقابة زيدان وابوتريكة في ظل انشغال مدافعي ايطاليا في رقابة رأس الحربة المتمركز طويل القامة وقوى البنية احمد عبد الغنى.

* الهجوم الايطالي لابد من أحكام الرقابة الفردية على ثنائي الهجوم لان تونى أو جيلاردينو لا يجيدان تحت الضغط الدفاعي الشديد واعتقد أن وائل جمعة يتميز في الرقابة الفردية لمهاجم ثابت مثل تونى أو جيلاردينو عكس مهاجم متحرك مثل كاكا سبب له إزعاج كبير.

وتبقى المشكلة في مواجهة ياكوينتا السريع والمتحرك وغالباً ليبي سيبدأ بهذا المهاجم السريع بجوار احد الثنائي تونى أو جيلاردينو ، وإذا نجح جمعة واوكا في رقابة مهاجمي ايطاليا والتمركز الجيد في الكرات العرضية فيمكن أن نؤمن مرمى الحضري من كثافة الهجمات الايطالية .

أخيراً لا اعرف في كرة القدم الرأي العام وما يريد ! من يلعب ومن لا يلعب والظروف النفسية وما إلى ذلك من مسميات ليس لها علاقة بالصراع داخل الملعب.

كرة القدم مواجهة خططية تكتيكية بين فكرين لديهم 11 لاعب و7 على الدكه اعرف قدراتك جيداً قف على مميزات خطوطك ولاعبيك وعيوبهم. ادرس قدرات منافسك جيداً وقف على مميزات خطوطه ولاعبيه وعيوبهم ثم ابدأ المناورة على المستطيل الأخضر.

فلا مجال لكلمات مثل خسارة تدعو للفخر أو التمثيل المشرف فهذه المسميات ليس لها علاقة بكرة القدم وتحليلها، رغم اعترافي الكامل بالفوارق بين كل فريق والأخر.

Mhafez@gosports.tv