قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان وزارتها تتابع عن قرب تطور انتشار فيروس انفلونزا الخنازير وتراجع بشكل متواصل نصائحها الى الاميركيين الذين يخططون للسفر او الاقامة خارج الولايات المتحدة.
واضافت كلينتون، خلال جلسة استماع امام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، ان وزارة الخارجية خصصت فريقا لمراقبة كيفية تعامل حكومات الدول الاخرى مع المرض ودرجة استعداداتها لمواجهته وامكانية تقديم المساعدات لها.
من ناحية أخرى قال المتحدث باسم البيت الأبيض ان بعض أعراض مرض انفلونزا الخنازير ظهرت على مسؤول في البيت الابيض.
وفي الجانب الاوروبي دعت المفوضة الاوروبية للشؤون الصحية الاوروبيين الى تجنب الهلع والذعر من احتمالات انتشار وباء انفلوانزا الخنازير.
ويأتي هذا التحذير في وقت يستعد فيه وزراء من الاتحاد الى عقد جلسة طارئة للبحث في كيفية السيطرة على الوباء ومكافحته.
وقالت اندرولا فاسيليلو: "علينا ان نكون متيقظين متنبهين ولكن من دون ان نكون مذعورين وهلعين، كما ان علينا ان نكون مستعدين".
ويجتمع وزراء الصحة في دول الاتحاد للبحث في تنسيق المواقف والاجراءات المتخذة لوقف انتشار هذا الوباء في اوروبا.
ومن المنتظر ان تطلب فرنسا من الاتحاد اصدار امر بوقف الرحلات الجوية من المكسيك، مصدر المرض، في محاولة للحد من امكانية انتشاره.
يشار الى ان تصريحات المسؤولين الدوليين حول مخاوف انتشار الوباء في انحاء اخرى من العالم قد تصاعت خلال الفترة الاخيرة، مع ظهور عدد من حالات الاصابة في عدد من البلدان، منها دول اوروبية.
كما يسعى وزراء الصحة بدول الاتحاد الى اعادة تسميه المرض، تشير له المفوضية الاوروبية له بنوع جديد من "الانفلونزا" بدل كلمة الخنازير لتجنب تعريض تجارة لحوم الخنازير الى خسائر اقتصادية بسبب احتمالات العزوف عن استهلاكها.
الا ان بعض بلدان الاتحاد تميل الى تسميته "الانفلوانزا المكسيكية".
تعطيل الاقتصاد المكسيكي منظمة الصحة تدعو لتطبيق خطط مواجهة الوباء
|
من جانب آخر ناشد الرئيس المكسيكي فيلبي كلاديرون المكسيكيين البقاء في بيوتهم خلال فترة الاغلاق المؤقت للاقتصاد المكسيكي ابتداء من الاول من مايو/ايار، في محاولة لوقف انتشار وباء انفلونزا الخنازير.
وهذا هو اول خطاب للرئيس كلاديرون عبر شاشات التلفزيون منذ بدء ازمة المرض الاسبوع الماضي في بلاده.
وقد قررت الحكومة المكسيكية اغلاق جميع الخدمات والاعمال غير الحيوية، بما فيها بعض الوزارات وقطاعات الاعمال الخاصة لخمسة ايام ابتداء من الاول من مايو.
وقالت الحكومة المكسيكية ان محلات السوبرماركت، والمطاعم، والمستشفيات، وشركات الخدمات المالية، وشركات الاتصالات، وشبكة النقل العام، وخدمات وقطاعات اخرى ستتوقف عن العمل خلال هذه الفترة.
انتشار "محتوم" وجاء هذا الاجراء مع تفاقم ازمة الوباء على المستوى الدولي، حيث اعلنت عدة دول عن ظهور اولى حالات المرض فيها، وكان آخرها سويسرا، التي اعلنت عن ظهور اول اصابة للمرض فيها.
من جانبه قال كبير الاطباء الحكوميين في بريطانيا السير ليام دونالدسون ان انتشار الوباء صار محتوما تقريبا، وهو تعليق تماشى مع تقديرات منظمة الصحة العالمية المتشائمة.
بعض المدارس الامريكية اغلقت تحسبا للمرض
|
كما حذر مسؤول في الاتحاد الاوروبي مع مخاطر انتشار المرض في اوروبا، وما قد يتبعه من موت الآلاف، حسب تقديره.
وكانت مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية قد اعلنت ان مساء الاربعاء المنظمة قررت رفع حالة التأهب لمواجهة انتشار فيروس انفلوانزا الخنازير الى الدرجة الخامسة، وهي الدرجة السابقة لاعلان حالة الوباء العالمي.
وطالبت تشان الحكومة المكسكية بالشفافية فيما يتعلق بتطورات انتشار الفيروس.
ودعت تشان خلال مؤتمر صحافي جميع الدول إلى البدء فورا في تطبيق خططها المعدة لمواجهة الاوبئة قائلة إن "الإنسانية تواجه خطر وباء".
وجاءت الدعوة عقب اجتماع مساء الأربعاء للجنة الطارئة للمنظمة التي تضم حوالى 15 خبيرا دوليا بعدما تأكد للمنظمة أن الفيروس ينتشر من دون أي مؤشر على تباطؤ.
استعداد افريقي ويستمر مسؤولو الصحة في عدد من البلدان الافريقية، ومنها كينيا والسودان ورواندا، في العمل على وضع خطة طوارئ للتعامل مع الوباء المميت في حال انتشاره في القارة الافريقية.
ويقول منظمو مؤتمر يعقد في اثيوبيا حول الازمة ان الهدف من هذا التجمع مساعدة البلدان غير المستعدة للتعامل مع هذا الوباء.
يشار الى انه لم يعلن اي بلد افريقي عن ظهور حالات المرض فيه، حتى الآن، الا ان جنوب افريقيا اعلنت الاربعاء انها تراقب حالتين مرضيتين تشك في انهما انفلونزا الخنازير.
ويعتقد ان الفيروس قد أودى بحياة 168 شخصا ، لكن الاختبارات المعملية التى أجريت بينت أن عدد الوفيات المؤكدة نتيجة انفلوانزا الخنازير انخفض إلى ثماني حسب ما أعلن وزير الصحة المكسيكي خوسيه أنجيل كوردوفا.