قبل ان تقرأ هذا المقال عليك ان تعلم عزيزى القارئ انه ضد التيار .. و التيار الذى أقصده هو التيار الذى يعمى الأغلبية من جماهير الاهلى حاليا عن الواقعية التى كانت دائما و ابدا احد اهم اسباب نجاحات الاهلى الرياضية فى مختلف البطولات وعلى مر السنين.
اشفق على الاهلى حقا .. أشفق على لاعبيه الغلابة .. نعم اللفظ مقصود بكل دقة .. وأكرره .. غلابــة .. كيف لا و لا أحد يرحمهم من هذا الكم الهائل و المتتالى من الضغوط النفسية و العصبية الملقاة على عاتقهم منذ اكثر من 3 سنوات على كافة الأصعدة بلا انقطاع .. أشفق عليهم ولا أحد يرحمهم حين تخذلهم اقدامهم يوما فلا تستطيع الاستمرار فى حملهم .. أشفق عليهم من سهام النقد الرهيبة التى تتعامل معهم كانهم مكينات لا حق لها فى الراحة .. ليست الراحة البدنية فقط ولكن و الأهم .. الراحة النفسية و هى الشيئ الذى يحلم به كل فرد منهم منذ 3 سنوات .. راحة سلبية تعيد الاتزان النفسى لهم من جديد .. راحة سلبية يهجرون فيها كرة القدم تماما حتى يستعيدون طعم الاشتياق لها .. حتى يستعيدون مذاق الرغبة فى هز الشباك من جديد .. مذاق الشوق الى الارتماء بين احضان العشب الأخضر قتالا على الكرة .. ملمس الكؤوس و الدروع وهم يحملونها عاليا فرحا بتحقيق لقب او بطولة غالية عليهم و على جماهيرهم .. الجميع يتحدث عن الراحة البدنية و لكن كم من ناقد رياضى او مشجع اهلاوى يعى ويستوعب ازمة التشبع الكروى التى هى السبب الرئيسى فى هبوط مستوى الاهلى فى كثير من الاوقات فى الأشهر الأخيرة.
جمهور الاهلى كان حتى عامين سابقين افضل و اوفى جمهور كرة فى مصر .. ولكن هل مازال يستحق هذا اللقب .. شخصيا و برغم كونى اهلاوى الهوية الا اننى لا ارى ذلك بالمرة .. وليس معنى هذا اننى أضع جمهور الزمالك او الاسماعيلى مثلا فى مرتبة اعلى فى الوفاء و الاخلاص .. ولكن على الاقل جمهور الاهلى لم يعد مثلما كان .. و هو الخطر الأكبر على فريقه حاليا .. كيف ؟؟
الأغلبية الحالية من جماهير الاهلى خاصة اصحاب الفئة العمرية مابين ( 12 – 28 ) عاما .. وهم اكثرية الجمهور اصابتهم حالة غير مبررة ولا مقبولة من الغرور و الكبر اللا متناهى .. ضاع منهم تواضعهم مع ان التواضع هو رفيق الدرب الرئيسى لأى بطل .. فالألقاب لا يحصدها المغرورون و المتكبرون .. اصبحت نتيجة اى مباراة للأهلى محسومة فى نظرهم قبل ان تبدأ .. ايا كان المنافس .. ايا كانت البطولة .. وايا كانت الظروف .. هل انا متحامل علينا جمهور الأهلى ؟؟ هل ادعى شيئا غير موجود .. الا يشعر اغلبكم وهو يقرأ هذة السطور بوجود تلك الروح السلبية بداخله فى الاونة الاخيرة .. دعوة للصدق مع النفس.
جمهور الاهلى بالفعل اصبح جمهور تلفزيون و مقاهى و انترنت .. لا تراه الا فى 3 او اربع مباريات فى الموسم .. و السبب انه يثق فى فوز فريقه بالمباراة و البطولة وكل شيئ .. لذلك فلما يتعب .. ولما يعانى مشقة الذهاب للاستاد .. سؤال وجيه حقا .. فالأهلى فى نظرهم اصبح فريقا من كوكب اخر .. لا يخسر .. ولا يمكن ان يخسر .. واذا حدث وخسر فستكون هزيمة عارضة فى نظرهم مثلما حدث امام الدراويش ثم يعود الفريق بعدها لحصد الانتصارات .. اذن فما الحل .. اعتقد ان الحل فى ايدى لاعبى الاهلى .. وبصراحة .. الحل فى انتزاع تلك الثقة التى وصلت لحد الغرور و الكبر من جماهيرهم عن طريق الهزيمة بنتيجة ثقيلة فى مباراة هامة قادمة .. ولتكن مباراة الزمالك ... نعم ... جمهور الاهلى يحتاج لهزيمة من فريق واحد فقط فى العالم لكى يفيق .. الزمالك .. هزيمة واحدة ستجعل الجميع يعودون الى رشدهم ويفكرون مرة اخرى ان فريق الاحلام الاهلاوى لن يتمكن ابدا من الصمود فى المستقبل الا فى حالة وقوف كل اهلاوى خلفه معنويا .. لن يستمر الا بتواضع كل افراد المنظومة الاهلاوية .. جماهير وادارة و لاعبين .. فكلهم اعضاء لتلك المنظومة .. الروح التى تسود لدى الجمهور .. تنتقل الى اللاعبين ..
[size=12]لم اصدق اذنى وهى تستمع لتوقعات جماهير الاهلى فى برنامج استوديو النيل قبل مباراة برشلونة الودية وهى تؤكد بكل ثقة وبلا ادنى خوف ان فريقها فائز لا محالة و بنتائج وصلت الى حد السخرية .. 3-0 للاهلى .. 4-1 للأهلى .. 4-0 للاهلى .. و كان اكثر الجماهير تواضعا مشجع اهلاوى توقع فوز فريقه 2-1 فيما كان اكثرهم حكمة .. اخر توقع التعادل 1-1 .. !!!