أجمع خبراء الكرة المصرية على أن الثقة الزائدة التى خاض بها المنتخب المصرى مباراة الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى التشكيلة غير المتجانسة التى خاض بها المدير الفنى، حسن شحاتة، المباراة والرعونة والاستهتار من جانب الكثير من اللاعبين الذين خاضوا اللقاء بلا روح أو رغبة فى الفوز والتأهل للدور الثانى.. كل هذه العوامل ساهمت فى خروج المنتخب الوطنى من كأس العالم للقارات بخفى حنينى، بعد أن حلمنا جميعاً بالأدوار المقبلة للبطولة وبتسطير مجد كروى جديد.
فى البداية أكد فتحى مبروك، المدير الفنى لفريق الشباب بالنادى الأهلى، ومدرب منتخب مصر السابق، أن المنتخب قدم أسوأ مبارياته من النواحى الفنية والتكتيكية، نظراً لعدم وجود تجانس بين مجموعة اللاعبين التى خاضت اللقاء، بسبب التغييرات الكثيرة فى هيكل الفريق الذى خاض مباراتى إيطاليا والبرازيل، فضلاً عن غياب أكثر من لاعب عن مستواه الحقيقى.
حيث كان أغلب اللاعبين بعيدين تماماً عن مستواهم المعروف، بالإضافة إلى العنصر النفسى، الذى كان له تأثير كبير، فقد خاض اللاعبون مباراة أمريكا على أساس أنها مضمونة، وأن الفوز حليفهم بعد الأداء الراقى أمام البرازيل وإيطاليا، حتى تصريحات المدير الفنى، حسن شحاتة، قبل المباراة كانت بلغة الثقة الزائدة، وقال إن المنتخب الوطنى سينافس على كأس القارات.
وحول مشكلة سهر لاعبى المنتخب مع فتيات ليل قال مبروك: «أولاً جنوب أفريقيا بلد ينام من الساعة الثامنة ولا يمكن أن يكون ما تردد صحيحاً، واللاعبون جميعهم فى الفندق فى دور واحد مع الجهاز الفنى ومسؤولى البعثة ودائماً تحت منظار حسن شحاتة، فضلاً عن أن هذه المجموعة تصلى دائماً جميع الفرائض مع بعضهم، ولا يمكن أن يكون بينهم فرد شاذ وأرى أن الأمور على هذا النحو فيها شىء من الافتراء على منتخب مصر».
وتابع مبروك: «وللعلم البعثة كلها أمانة فى رقبة رئيس البعثة محمود طاهر، لأنه يكتب كل شىء يحدث فى تقرير سرى لاتحاد الكرة، ولماذا ظهرت هذه الافتراءات بعد نهاية المباراة، وهل لو كان المنتخب قد فاز كان سيردد أحد أن اللاعبين سهروا مع فتيات؟». وأكد فتحى مبروك أن المرحلة المقبلة تحتاج للتكاتف من جميع الأطراف والمسؤولين والجماهير لتحقيق حلم المصريين الأول، وهو التأهل إلى كأس العالم ٢٠١٠ بجنوب أفريقيا، ويجب مساندة اللاعبين والجهاز الفنى لتجاوز المرحلة الصعبة الحالية.
وبدوره، قال عادل هيكل، حارس مرمى الأهلى ومنتخب مصر السابق:إن المنتخب لعب أمام فريق منظم وقوى فنياً وبدنياً، بينما ظهر منتخبنا مهلهلاً وغير منظم، فضلاً عن أن المنتخب الأمريكى قوى جداً بدنياً وعنيف، وهذا أثر على منتخبنا الذى اعتاد لاعبوه فى الدورى المصرى والتحكيم السيئ على المطالبة بـ«فاول» فى كل لمسة، وهو ما لم يجدوه من الحكم النيوزلندى، بالإضافة إلى أن كل لاعبى الفريق بلا استثناء لم يكونوا فى مستواهم، وشخصياً كحارس مرمى، أحمل عصام الحضرى مسؤولية هدفين من الثلاثة، الأول لأنه ترك الكرة من بين يديه، والثالث لأنه من كرة عرضية فى منطقته وكان يجب أن يخرج لالتقاطها.
وأضاف هيكل: «يجب حالياً التركيز على التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم ٢٠١٠، خصوصاً أن موقفنا زاد صعوبة بعد فوز الجزائر على زامبيا، وأؤكد أن هناك مجموعة من لاعبى المنتخب محليون فقط ولا يصلحون للعب الدولى، ولابد من عودة بعض اللاعبين مجدداً للفريق، وعلى رأسهم أحمد حسام «ميدو»، لأننا أمام الولايات المتحدة لم يكن لدينا مهاجم قادر على ترجمة السيطرة والاستحواذ وامتلاك الكرة، إلى أهداف».
وأرجع إسماعيل يوسف، المدير الفنى لفريق الجونة، الهزيمة إلى غياب التوفيق عن حسن شحاتة، المدير الفنى، لعدم إشراكه أحمد أوكا ومحمد حمص وأحمد حسن من بداية المباراة، بجانب غياب التوفيق عن بعض اللاعبين، خصوصاً أحمد سمير فرج وأحمد عبدالغنى وأحمد عيد عبدالملك، وكذلك عدم تعود اللاعبين على خوض ٣ مباريات قوية فى ٨ أيام فقط.
وأضاف: منتخبنا استنفد قوته البدنية فى مباراتى إيطاليا والبرازيل، لذا ظهر بهذه الصورة المتدنية، وقال: الأهم أن نقف بجوار المنتخب فى مهمته الأهم والأصعب فى تصفيات كأس العالم وتحقيق حلم جميع المصريين بالتأهل للنهائيات بجنوب أفريقيا.