من احداث طهران عقب الاعلان عن فوز احمدي نجاد
بالطبع ليست هذه النتائج التي كان يأملها العالم من الانتخابات الايرانية، لكن أيا من الحكومات الاجنبية لا تريد رؤية الفوضى السياسية واعمال العنف في البلاد.
كان الاختيار في هذه الانتخابات بين محمود احمدي نجاد الذي يعادي الغرب علانية ومير حسين موسوي الذي اكد انه يريد انهاء عزلة ايران والتحدث الى امريكا.
بالتاكيد، لم تكن العلاقة بين البلدين لتكون سهلة حتى لو انتخب موسوي رئيسا، فالتعامل مع ايران سيكون دائما معقدا على امريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب.
بل حتى التعامل مع الشاه، الذي فقد عرشه لانه حاول "غربنة" ايران اسرع من اللازم، لم يكن بالامر اليسير.
ايران قوة اقليمية مهمة يسود فيها احساس بان الغرب عمل دائما على ابقائها في الحظيظ، كما ان مصالحها تتعارض مع مصالح الغرب بين الفينة والاخرى لا محالة.
"تظهر هذه الاحداث انه صار من الصعب على السلطات الايرانية اخماد المعارضة"
|
وفيما يخص الغرب، فالاختيار بين احمدي نجاد وموسوي كان بين درجتين من الصعوبة فقط.
حسمت المسألة الآن، لكن الطريقة التي حسمت بها ستؤثر على ولاية احمدي نجاد الرئاسية في سنينها الاربعة.
وحسب ما ذكرت صحيفة ايرانية يوم الانتخابات، فان اندونيسيا اشادت بايران كنموذج للديموقراطية في العالم.
لكن بعد الاشتباكات واعمال العنف التي اندلعت واعتقال الزعماء الاصلاحيين، فمستبعد ان نسمع مثل هذا الثناء لوقت طويل.
بالتاكيد ليس من مصلحة بقية الدول ان تطول حالة الفوضى في ايران، فمن شأن وضع سياسي كهذا في بلد من كبار منتجي النفط في العالم ان يضر بالاقتصادات الغربية اكثر من غيرها.
اذن فلا شك ان دول الغرب ستقبل نصيبها وتتعامل مع احمدي نجاد.
اظهرت قناة IRIB الايرانية صورا لأسوأ اعمال العنف في طهران
|
وتظهر الاحداث التي اعقبت الاعلان عن نتائج الانتخابات انه صار من الصعب على السلطات الايرانية اخماد المعارضة.
تفيد التقارير بان ايران اغلقت مكتب قناة العربية الفضائية في طهران واتخذت اجراءات مختلفة في حق صحافيين اجانب، كما تم حجب موقع بي بي سي اكثر من مرة وكذلك خدمات الهواتف النقالة.
لكن رغم ذلك بقي الايرانيون في مختلف انحاء البلاد على علم بما يجري اولا باول، فما اكثر الطرق التي يمكن بها استقاء آخر المستجدات في زمننا.
وربما اخذت السلطات الايرانية هذا المعطى بعين الاعتبار، حيث اظهرت قناة IRIB التلفزية، وهي اكبرها في البلاد، صورا لأسوأ اعمال العنف في طهران، وهو قرار اتخذ بلا شك على اعلى المستويات.
ايران الآن في لحظة حرجة من تاريخها، وكل شيء يعتمد على قدرة احمدي نجاد على تهدئة الامور دون تأجيج مزيد من الغضب في الشوارع.