رغم وجود العديد من النجوم ضمن صفوف المنتخب البرازيلي نجح الفرعون الماكر محمد زيدان في خطف الأضواء من الجميع وتوج بلقب أفضل لاعب في مباراة الفريقين أمس الاثنين في الدور الأول لبطولة كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا.
قبل بداية المباراة بين الفريقين لم يكن أكثر المتفائلين من أعضاء البعثة المصرية أو رجال الإعلام أو المشجعين يتوقع أن تخرج جائزة أفضل لاعب في المباراة من بين أيدي لاعبي البرازيل المعروفين في كل أنحاء العالم بمهاراتهم الفنية الرائعة بقيادة كاكا وروبينيو ولويس فابيانو.
لكن الفرعون الرهيب خرق القاعدة وضرب بكل التوقعات عرض الحائط وخطف الجائزة بعدما تلاعب بدفاع البرازيل في أوقات عديدة من المباراة وسجل هدفين بواقع هدف في كل شوط.
وعلى الرغم من هزيمة المنتخب المصري في المباراة 3/4 فاق أداء الفريق المصري جميع التوقعات حيث كان ندا قويا لنجوم البرازيل وكان بإمكانه التقدم أكثر من مرة أو على الأقل الخروج بنقطة التعادل لكن ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الإنجليزي هوارد ويب نهاية المباراة أطاحت بآمال الفراعنة.
ورغم قصر مشوار زيدان مع المنتخب المصري والذي يمتد لأعوام قليلة نجح اللاعب في ترك بصمة رائعة مع الفريق في المباريات التي شارك فيها حتى الآن.
لكن أبرز بصمات اللاعب السابقة مع الفريق كانت في بطولة كأس الأمم الأفريقية بغانا مطلع العام الماضي حيث لعب دورا بارزا في فوز الفريق بلقب المسابقة للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخ المنتخب المصري.
وتألق زيدان في المباراة الأولى للمنتخب المصري في بطولة أفريقيا عام 2008 وسجل هدفين في مرمى المنتخب الكاميروني ليقود الفراعنة إلى الفوز 4/2 على أسود الكاميرون ويفتح الطريق نحو الفوز بقمة المجموعة في الدور الأول والانطلاق بقوة في الأدوار التالية.
ثم كانت اللدغة الثانية لزيدان في البطولة خلال المباراة النهائية التي خاضها الفريق أمام المنتخب الكاميروني أيضا عندما راوغ المدافع الكاميروني العملاق ريجبور سونج في مشهد يتذكره جميع المتابعين للبطولة حتى الآن ومرر الكرة إلى زميله محمد أبو تريكة المنفرد تماما بحارس المرمى فلم يجد صعوبة تذكر في إيداعها الشباك محرزا هدف المباراة الوحيد ليتوج الفراعنة باللقب الأفريقي.
وها هو أبو تريكة يرد إلى زيدان الهدية ويمرر إليه الكرة مرتين في مباراة الأمس ليسجل منهما زيدان هدفين في شباك المنتخب البرازيلي العريق ليؤكد زيدان أن لدغاته قاتلة بالفعل.
والحقيقة أن زيدان يمتلك جميع مقومات المهاجم العصري حيث يتمتع بالمهارة والقدرة على الاختراق وإجادة اللعب بالقدمين والتسديد القوي من مختلف الزوايا وهو ما وضح من خلال أحد هدفيه في مرمى المنتخب الكاميروني في البطولة الأفريقية.
كما يتمتع زيدان بالتزامه الخططي نظرا لاحترافه أوروبيا في سن مبكرة بعد بدايته في فرق الناشئين والشباب بنادي المصري البورسعيدي وقبل الانتقال للعب في صفوف فريق "إيه بي كوبنهاجن" الدنماركي حيث حقق مع هذا الفريق نجاحا باهرا دفعه للانتقال إلى صفوف نادي ميديتيلاند الدنماركي قبل أن يشق طريقه نحو الاحتراف بالأندية الألمانية.
وتؤكد مسيرة زيدان في الأندية الألمانية على أنه المهاجم الذي ينتظر الفرصة بل ويقتنص أنصاف الفرص بالفعل فقد انتقل من الدنمارك إلى فيردر بريمن الألماني يناير 2005 لكنه لم يجد الفرصة الكافية للمشاركة مع الفريق فرحل إلى ماينز على سبيل الإعارة في الموسم التالي وحقق معه نجاحا فائقا وأحرز أكثر من جائزة شخصية لوفرة أهدافه مع الفريق.
وبعدها عاد زيدان إلى بريمن لكنه ترك الفريق في نصف الموسم إلى ماينز الذي واصل معه النجاح ليشق طريقه إلى هامبورج ومنه إلى فريقه الحالي بوروسيا دورتموند الألماني.
وعلى الرغم من جلوس زيدان على مقاعد البدلاء في معظم فترات الموسم الماضي لم يفقد اللاعب الأمل على الإطلاق وظل على يقينه بأن الفرصة ستأتيه بشرط الاجتهاد في التدريبات واستغلال الفرص التي تسنح له بالمشاركة مع الفريق.
لكن يبدو أن الفرصة التي انتظرها زيدان جاءت من أوسع الأبواب حيث تلقاها في كأس العالم الحالية للقارات خاصة مع إصابة زميله عمرو زكي قبل البطولة مما فتح الباب أمام زيدان للمشاركة منذ البداية في التشكيل الأساسي للفريق.
واستغل زيدان الفرصة وسجل هدفين رائعين في شباك البرازيل وشكل مع زميله أبو تريكة ثنائيا ناجحا أزعج دفاع السامبا طوال المباراة ولم يعد أمام اللاعب سوى مواصلة التألق في البطولة ليفرض نفسه أساسيا على تشكيل فريقه الألماني وقد يجذب عقد احتراف آخر في ناد أفضل.
ومع ذلك أكد زيدان سعادته باللعب مع دورتموند وقال بعد لقاء البرازيل "ليس هناك أي سبب يدفعني لترك دورتموند فهو أحد الأندية الكبيرة في الدوري الألماني (بوندسليجا) وأشعر بالراحة مع التواجد في صفوفه".
الغريب أن زيدان يرفض مقارنته الدائمة بالنجم الفرنسي زين الدين زيدان لتشابه الأسماء ويؤكد إعجابه الشديد بزيدان ورغبته في أن يكون له اسمه وشهرته المستقلة بعيدا عن المقارنات.