أعلنت مصر أمس ترحيبها بزيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للقاهرة فى يونيو القادم، معتبره أن الزيارة تأتى فى الوقت المناسب. أكد السفير سامح شكرى، سفير مصر لدى واشنطن، فى بيان صادر باسم الحكومة المصرية أن الخطاب الذى سيلقيه أوباما من مصر، متوجهاً به إلى العالم الإسلامى يوفر فرصة مهمة لتعميق التواصل الأمريكى مع العالم العربى والإسلامى، كما أن مصر تمثل منبراً فريداً لهذا الهدف لكونها أكبر الدول العربية سكاناً، وطالما كانت مركزاً للفكر الإسلامى.
وقال شكرى فى البيان: إن ميراث مصر من التسامح الدينى والتنوع هو نفسه من القيم التى يعليها الإسلام، حيث إن الطبيعة الحقة للدين الإسلامى تكمن فى لبه الوسطى وليس فى هوامشه المتطرفة، معرباً عن أمل مصر فى أن يشكل خطاب أوباما خطاً فاصلاً فى علاقات الولايات المتحدة بالعالم الإسلامى.
وأوضح شكرى أن زيارة أوباما تأتى فى التوقيت المناسب، حيث يواجه الشرق الأوسط العديد من التحديات، خاصة الحاجة إلى تحقيق السلام لشعوب المنطقة والحد من التهديدات التى يشكلها انتشار أسلحة الدمار الشامل.
وقال: إنه من الأهمية أن تقوم العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى على أساس من الاحترام والتفاهم المتبادل، مؤكداً أن مصر على استعداد للعمل مع الرئيس أوباما وإدارته نحو تحقيق هذا الهدف بما يتماشى مع الصداقة الدائمة بينهما.
من ناحية أخرى أكدت مصادر مصرية مطلعة أن زيارة الرئيس الأمريكى أوباما للقاهرة فى يونيو المقبل لن تؤثر على الزيارة التى من المقرر أن يقوم بها الرئيس مبارك لواشنطن خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقالت المصادر لـ«المصرى اليوم»: الزيارتان قائمتان ولن تتأثرا، وأوضحت المصادر أن زيارة أوباما للقاهرة والتى يتوقع أن تستغرق يوماً و حاداً لم يتحدد جدولها حتى هذه اللحظات، كما أن المكان الذى من المقرر أن يلقى فيه أوباما خطابه الموجه للعالم الإسلامى لم يتم تحديده.
وقالت المصادر: كل هذه الأمور سيتم حسمها من خلال التنسيق بين القاهرة وواشنطن خلال ساعات.
وأشارت المصادر إلى أن الموعد لزيارة الرئيس مبارك لواشنطن لم يتحدد بعد، وذلك بالرغم من ترجيحها لأن تكون الزيارة فى ٢٤ مايو الجارى على أن يلتقى الرئيس مبارك أوباما فى ٢٦ مايو.
على جانب آخر، عقد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، لقاء صباح أمس بمقر وزارة الخارجية مع وفد مصرى أنهى مؤخراً زيارة لواشنطن ضم عدداً من الشخصيات الحزبية والبرلمانية، وهم: الدكتور حسام بدراوى، عضو مجلس الشورى، ومنير فخرى عبدالنور، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، والدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
قال الدكتور حسام بدراوى فى تصريحات صحفية عقب اللقاء: «إن الوفد استعرض مع أبوالغيط نتائج زيارته للعاصمة الأمريكية واشنطن ولقاءاته مع المسؤولين فى الإدارة الأمريكية والخارجية الأمريكية، إضافة إلى مساعدى أعضاء الكونجرس الأمريكى ومجلس الأمن القومى الأمريكى.
وأكد بدراوى أن اختيار الرئيس الأمريكى أوباما للقاهرة لتوجيه خطابه للعالم الإسلامى تأكيد على إدراك الإدارة الأمريكية الجديدة لأهمية دور مصر، مشيراً إلى أنه كان هناك أكثر من بلد مرشح منذ قدوم أوباما للبيت الأبيض لكى يكون المنبر الذى سيوجه من خلاله أوباما خطابه للعالم الإسلامى، وهو الأمر الذى يعكس مدى الثقل الذى تتمتع به القاهرة.
وقال بدراوى إننا فى مصر يجب ألا نعتمد فقط على تاريخنا رغم أهميته، ولكن يجب أن نعتمد على الواقع فى صنع المستقبل، معرباً عن اعتقاده فى أن اختيار مصر يؤكد أننا شركاء فى صنع المستقبل.
ورداً على سؤال حول الضجة التى يسوقها الإعلام الإسرائيلى بوجود يورانيوم مخصب فى مصر، قال بدراوى: إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رغبتها فى انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووى هو الموقف الأول من نوعه فى تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، موضحاً أن هذا الأمر يؤكد أن الإدارة الأمريكية الجديدة ليست مكبلة بنماذج منمطة للعلاقة مع إسرائيل.
وقال إن هذا الأمر يعطى فرصة جيدة لمصر وللعالم العربى فى اتخاذ إجراءات إيجابية للدفع فى هذا الاتجاه، لأن إسرائيل لديها قدرة نووية وليست عضواً فى المعاهدة، معرباً عن اعتقاده بأن ما يسوقه إعلامها عن وجود يورانيوم مخصب فى مصر جزء من الرد الإسرائيلى على المبادرة الأمريكية الداعية لانضمام جميع دول العالم لمعاهدة حظر الانتشار النووى.
وقال: ومن وجهة نظرى الشخصية فإن هذه معركة قادمة مرتبطة بالضغط الأمريكى على إسرائيل للدخول فى هذه المعاهدة.. سيحاولون بناء استراتيجيتهم الدفاعية فى هذا الأمر بأشياء مثل تلك التى نراها فى الإعلام الإسرائيلى الآن، ولذلك أتوقع أن تكون هناك أشياء مماثلة فى الفترة المقبلة.