توقع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يصبح العراق اكثر ديمقراطية بعد ثلاث سنوات مع انتهاء المشاكل القائمة اليوم بين الاقاليم والمركز.
وقال المالكي في مقابلة مع بي بي سي إن قائد صحوة الضلوعية، الملا ناظم الجبوري، كان في صفوف القاعدة قبل ان يتحول الى العملية السياسية وان امر القاء القبض عليه قديم.
واضاف انه التقى الجبوري في السابق مشيرا الى انه اصدر توجيهات من لندن باطلاق سراحه.
واشار الى عناصر الصحوات الذين اعتقلتهم قوات الامن قائلا "إنهم من البعثيين او القاعدة او العصابات كانوا قد تسللوا اليها".
واضاف ان اعتقال ابو عمر البغدادي زعيم تنظيم القاعدة في العراق والذى اعتقل سابقا، "اثار موجة من ردود الافعال داخل العراق."
"افكار البعث عنصرية" وردا على سؤال حول إمكانية قبول البعثيين في المصالحة الوطنية، قال المالكي "إن المصالحة الوطنية لاتعني قبول حزب البعث بل تخص كل الذين اختلفوا مع العملية السياسية من اسلاميين وقوميين ويساريين."
وقال "إن حزب البعث مرفوض دستوريا وكل اسم ينتمي لحزب البعث شكلا ومضمونا غير مقبول."
واضاف "اما البعثي كشخص يريد العودة الى العملية السياسية ولا يتبنى افكار حزب البعث، فهو مقبول بعدما يتخلى عن هذه الافكار."
واشار المالكي الى ان المصالحة الوطنية تحققت بدرجة كبيرة، "وهي ليست مرحلة بل هي حالة مستمرة من اجل تثبيت العملية السياسية على اسس دستورية."
"لا ترطيب للخواطر" وعند سؤاله عن توتر علاقته مع الاكراد، قال إن "هناك مشاكل مع الاكراد والدستور كفيل بحلها، وان العلاقات معهم لا تبنى على ترطيب الخواطر بل على اسس دستورية."
واضاف: "الاكراد يعتقدون ان هناك مخالفات ارتكبت من قبل المركز، لذا دعوناهم الى طاولة المفاوضات لايجاد جوهر المشكلة اذا كانت عند الحكومة او عند الاقليم وسنعطيهم ما يكفله لهم الدستور."
وعند الحديث عن اتهامه بالدكتاتورية، قال المالكي ان " كل من يتضرر من العملية السياسية يقول عني اني ديكتاتور."
العلاقة مع إيران وفي سياق المقابلة قال رئيس الوزراء المالكي "ان العلاقة مع ايران هي ليست حبا وبغضا، ليست عواطف انما مبنية على اساس المصالح السياسية."
وقال إن إيران على دراية بأن مصلحتها تكمن في ان يكون العراق مستقرا، "وان مصلحتها مع المالكي بقدر ما استطاع ان يساعد في تثبيت استقرار البلد، وان العراق اذا ما تشظى وتضرر واتت عليه الطائفية سيكون ضرره ليس على العراق فقط بل على ايران والسعودية وسوريا."
وعن التدخل الايراني في العراق، قال "إن من المبالغة القول بأن ايران تخترق العراق."
| من المبالغة القول بأن ايران تخترق العراق
نوري المالكي
|
واضاف ان هناك تدخلات من سوريا وايران، واكد انه لا يسمح لاي شخص بان يخترق امن العراق سواء كان ايرانيا او غير ايراني.
وقال " كلما فرضت السلطة سيطرتها على الامن كلما خفت التدخلات الخارجية."
"لافرق بين اوباما وبوش" وعن العلاقة مع الولايات المتحدة قال المالكي إنه ليس قلقا من رحيل القوات الاميركية. وأضاف ان ذلك لن يؤثر على الوضع الامني "لأن امن العراق ليس بحاجة الى دبابات ومدرعات انما بحاجة الى عمل الشرطة والاستخبارات."
واشار الى أنه لم يلمس فرقا في تعامل الرئيس الاميركي اوباما عن سلفه بوش عندما التقى أوباما سواء قبل انتخابه او بعد ان تولى الرئاسة، فهو لمس فيه امتلاكه ارادة كاملة لتنفيذ الاتفاقية الامنية.
وقال انه مطمئن لتوجهات اوباما لانها تقوم على الحوار وتتجه نحو فتح ملفات وليس نحو استخدام القوة او تحكم طرف بآخر.
إحجام عربي وقال المالكي ان هناك احجاما عربيا عن العراق، مضيفا انه في مرحلة ما " تخلت الدول العربية عن العراق وكنا شديدي الحرص على وجودها بجانب العراق، لكن ذلك لم يتحقق. ولذلك اول زيارة لي بعد استلامي رئاسة الوزراء كانت الى السعودية والى الامارات والاردن."
وقال إنه لم يكن هناك تقدير جيد بترك العراق "لكن بعدما توطدت دعائم الحكم في العراق تحسنت العلاقات الثنائية وعادت العديد من السفارات الى بغداد."
العلاقات الخارجية وعن الزيارات الخارجية التي يقوم بها مقتدى الصدر لتركيا ومسعود البارزاني الى الخارج لبحث ملفات العراق بمعزل عن الحكومة المركزية، قال المالكي "إن التجربة السياسية في العراق تجربة حديثة، وانه يجب ان تنتهي الامور الى ان من يتحدث في العلاقات الخارجية هي الدولة المركزية فقط."
وعند سؤاله عن كيف يتوقع ان يكون مستقبل العراق بعد ثلاث سنوات، وهل سيبقى رئيسا للوزراء قال المالكي إنه "يتوقع عراقا اكثر دستورية، واذا ما كانت اليوم مشاكل بين الاقليم والمركز فسوف تتنهي بعد ثلاث سنوات ويصبح العراق اكثر ديمقراطية."