أثار الخروج المفاجئ والمبكر للفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى من دور الـ ١٦ لبطولة دورى رابطة الأبطال الأفريقية الكثير من التساؤلات، وفتح الملفات بحثًا عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع المخيف لحامل لقب البطولة.
فى هذا التقرير أجمع خبراء كرة فى مصر على أن الفريق بات فى حاجة ماسة إلى التغيير سواء فى جهازه الفنى أو لاعبيه. فهو بطل السنوات الماضية ويعانى من مشاكل فنية يعرفها الجميع.
من جهته أكد محمد عبدالمنعم الشهير بـ «شطة» لاعب الأهلى سابقًا والمدير الفنى للاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» أن سقوط الأهلى أمام كانو بيلارز كان مفاجأة كبيرة نظرًا لتواضع مستوى المنافس، ولكن من خلال مباريات الأهلى فى الفترة الأخيرة سنجد أن الأداء فى تراجع مستمر، والغريب أن المسؤولين بالنادى لم يبدأوا الإصلاحات لإنقاذ الفريق مثلما حدث فى الزمالك،
حيث نجحت تجربة الناشئين فى إصلاح حال القلعة البيضاء، لأن النجوم الذين اعتمد عليهم الفريق لفترة طويلة مثل بركات وأبوتريكة وفلافيو وجيلبرتو تراجع مستواهم بشكل كبير بسبب الإصابات مثلما حدث مع بركات وأبوتريكة لأسباب غير معروفة وهو ما نجده مع فلافيو وجيلبرتو.
وقال شطة: «من أهم أسباب تراجع الفريق كذلك زيادة معدل أعمار لاعبى الفريق بشكل غير مقبول، فهناك مجموعة كبيرة جدًا من اللاعبين تخطت الثلاثين ومجموعة أخرى فى نهاية العشرينيات، وأضرب هنا مثالاً بما حدث فى الثمانينيات عندما تم ركن مجموعة كبيرة من النجوم منهم طاهر الشيخ وشطة وفتحى مبروك وعبدالعزيز عبدالشافى وأحمد عبدالباقى ليحل بدلاً منهم بشكل تدريجى مجموعة الشباب مجدى عبدالغنى وأسامة عرابى وربيع ياسين ومحمود صالح وعلاء ميهوب وطاهر أبوزيد، ولكن الجهاز الفنى ومجلس الإدارة الحالى لم يقم بهذا الأمر».
وتابع شطة: «فضلاً عن أن حراسة المرمى باتت علامة استفهام كبيرة لفريق بطولات قوى بحجم الأهلى، فالحارس أمير عبدالحميد بدأ جيداً ثم انخفض مستواه، ورمزى صالح لديه أخطاء فى المباراتين الأخيرتين، والفريق لا يوجد به حارس مرمى متميز، وهذا الأمر نتيجة أخطاء متراكمة بسبب الاعتماد على الحضرى لفترة طويلة، وعندما هرب لم يجدوا بديلاً، وهذا الأمر يتحمله مسؤولو النادى الأهلى على المستويين الإدارى والفنى».
وحول رحيل جوزيه أو بقائه قال شطة: «لا أطلب رحيل مدرب، ولكن على المدرب الذى يرغب فى تحقيق البطولات أن يسعى لتقوية فريقه، ولكن جوزيه لم يقدم لاعباً جديداً على مدى عدة سنوات مضت مع فريق يلعب فى عدة بطولات محلية وقارية مثل الأهلى حتى الناشئ محمد سمير لم يقدم مستوى مقنعًا بسبب إشراكه على فترات متباعدة، وفى حال بقاء جوزيه فإن مجلس الإدارة سيبذل مجهوداً جباراً لإحضار فريق جديد له، ولكن على جوزيه أولاً أن يسأل نفسه هل يستطيع أن يستمر مع الأهلى خلال الفترة المقبلة؟».
وبدوره أكد مصطفى يونس نجم الأهلى والمنتخب الوطنى السابق أن الفريق فى حاجة ماسة منذ عام مضى، وليس الآن فقط لتغيير شامل فى الجهاز الفنى واللاعبين ويجب أن يرحل فوراً البرتغالى مانويل جوزيه بعد أن دمر النادى على جميع المستويات سواء الفريق الأول أو قطاع الناشئين، وأشار يونس إلى أن الأهلى بفضل جوزيه بات مقبرة للنجوم بعد أن تم ضم نحو عشرة لاعبين هذا الموسم لم يستفد منهم النادى فى شىء رغم أن معظمهم كانوا نجوماً مع أنديتهم السابقة،
ولعبوا للمنتخب الوطنى وهم فى تلك الأندية، وعندما جاءوا للأهلى تم استبعادهم من المنتخب، بسبب عدم حصولهم على الفرصة، والأمثلة على ذلك عديدة، فهناك رامى عادل الذى هرب من جحيم البرتغالى إلى المصرى وحسين على وأحمد حسن فرج وحسن مصطفى الذى كنا نصفه دائماً بصاحب «الرئات الثلاث» وفوجئنا بالنادى يستغنى عنه فى يناير الماضى.
وأضاف يونس: «لقد قلت مراراً ولم يسمع أحد إن جوزيه سيترك النادى يحبو، وهو للأسف ما يحدث حالياً بعد أن خسر الفريق لقبه الأفريقى وبات مهدداً كذلك بخسارة الدورى».
ومن جانبه اعترف د. عمرو أبوالمجد خبير الناشئين بتراجع المستوى الفنى للفريق، وظهر ذلك واضحاً فى آخر سبع مباريات للفريق، وقال يجب ألا نعلق ذلك على أعذار وهمية ويجب تغيير السياسة المتبعة التى نهجها الأهلى فى سنواته الأخيرة، وهى إحراز البطولات دون النظر للمنظومة الكاملة أو بناء أجيال قادرة على استمرار حصد الألقاب، وتكديس النجوم على مقاعد البدلاء دون الاستفادة منهم مع عدم الاعتماد على الإحلال والتجديد والاعتماد فقط على عدد معين من اللاعبين.
وطالب أبوالمجد بضرورة الاعتماد على قطاع الناشئين لأنه سبب قوة الأندية الأخرى مثل إنبى وبتروجيت والجيش والحرس فى قطاع الإمداد والتمويل المستمر للفريق الأول، وأعلن أبوالمجد أن خروج الأهلى من البطولة الأفريقية أفقد الجهاز الفنى واللاعبين والجماهير الثقة،
وقال إن استمرار الفريق لسنوات على القمة دون النظر للمستقبل هو ما حدث، وأطلق على سقوط الأهلى لفظ «الهضبة»، مشيراً إلى أن تفسير كلمة الهضبة علمياً يعنى سقوط البطل بعد عدة نجاحات لأسباب عديدة أهمها عدم النظر للمستقبل والاعتماد على مجموعة معينة حتى تم استهلاكها.
وأوضح أبوالمجد أن جوزيه حاول علاج فريقه بالكلام فقط، فعندما صرح بأن الأهلى سيحسم الدورى بفارق ١٥ نقطة عن أقرب منافسيه أثر ذلك عكسياً على مسيرة الفريق معنوياً، وقال أبوالمجد إن مجلس الإدارة لم يقصر مع جوزيه،
وأكد أن ما حدث طبيعى، لكن الخروج ليس سهلاً، مشيراً إلى أن جوزيه استنفد كل قدراته رغم إنجازاته الكثيرة، وشدد أبوالمجد على أن ضخ الدماء الجديدة هو الأسلوب الأصلح حالياً لإنقاذ الفريق، وقال إن الدورى مازال فى الملعب، مشيراً إلى تأثر مسيرة الفريق بالخروج الأفريقى.
واتفق ميمى الشربينى مع عمرو أبوالمجد قائلاً: الأهلى يكسب مبارياته الأخيرة بلغة الولادة المتعسرة، حيث يكسب بالتقاط الأنفاس، بعد أن تراجع مستواه الفنى كثيراً، وشدد على أن الخروج الأفريقى أمام كانو بيلارز أنهى طموحات الأهلى فى الوقت الراهن، وقال الناس تربط الأحداث ببعضها وتعادل الأهلى الأخير سيعيد فتح أكثر من ملف أهمها تدعيم الفريق،
واعترف الشربينى بتأثير الخروج الأفريقى على مسيرة الفريق فى الدورى، ملمحاً إلى ضرورة احتراف الإدارات لمواكبة التطور الطبيعى لمنظومة كرة القدم، وقال إن أكبر خسائر الأهلى هى انعدام الثقة، وأوضح أن الكبوة ستنعكس على مسيرته المحلية خلال المباريات الثلاث المقبلة الحاسمة لبطولة الدورى.
وحمل عادل هيكل، حارس مرمى الفريق سابقا، مسؤولية خروج الفريق من دور الـ ١٦ للبطولة الأفريقية إلى مانويل جوزيه، المدير الفنى، باعتباره المسؤول الأول عن الفريق، فضلاً عن حرقه للاعبين الذين تعاقد معهم النادى فى بداية الموسم بتجاهل مشاركتهم فى المباريات، وهو ما تسبب فى هبوط مستواهم الفنى ولم يستفد الفريق منهم.
كما حمل هيكل خط دفاع الفريق المسؤولية أيضا بسبب حالة التوهان التى حدثت خلال مباراة كانو بيلارز النيجيرى، وهو ما سهل مهمة المنافس فى إحراز هدفين، وقال هيكل إن ما حدث ينذر بسنوات عجاف مقبلة قد يفقد فيها الفريق كل البطولات التى يشارك فيها إذا استمر الوضع على ما هو عليه ولم تبادر لجنة الكرة بإحداث ثورة تغيير داخل الفريق باستبعاد من ثبت عدم صلاحيتهم لارتداء الفانلة الحمراء،
فضلا عن تغيير جوزيه بعدما قدم كل ما عنده ولم يعد قادراً على تقديم جديد فى عالم التدريب، وأصبح رحيله ضروريًا ومنح الفرصة لمدرب آخر يستطيع انتشال الفريق من دوامة التراجع والعشوائية.